إطلاق مدينتين نسيجيتين في المنيا والفيوم.. قفزة صناعية كبرى تعزز التنافسية وتدعم الصادرات

في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة إحياء قطاع الصناعات النسيجية وتعزيز التنمية الصناعية المستدامة في صعيد مصر، أعلن الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، خلال مؤتمر صحفي موسع، عن إطلاق مدينتين نسيجيتين متكاملتين في كل من منطقة وادي السريرية بمحافظة المنيا والمنطقة الصناعية بشمال محافظة الفيوم، على مساحة إجمالية تبلغ 11 مليون متر مربع بواقع 5.5 مليون متر مربع لكل مدينة.
وأكد الوزير أن قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة يُعد من أهم القطاعات الواعدة في الاقتصاد المصري، نظراً لما تمتلكه مصر من مميزات تنافسية تشمل وفرة المواد الخام، والأيدي العاملة الوطنية الماهرة، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي وقرب البلاد من موانئ التصدير. كما أشار إلى أن الدولة تستهدف مضاعفة صادرات هذا القطاع إلى نحو 11.5 مليار دولار خلال خمس سنوات، مقارنة بـ2.8 مليار دولار حالياً.
تطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل
أوضح الوزير أن المشروعين الجديدين يأتيان ضمن خطة وطنية شاملة بدأ تنفيذها منذ عام 2014، لتطوير البنية التحتية وتعزيز قدرة مصر على جذب الاستثمارات الصناعية. وشدد على أهمية الممرات اللوجستية التي تربط مناطق الإنتاج بالموانئ، مثل ممرات طابا – العريش، والسخنة – الدخيلة، وسفاجا – قنا – الإسكندرية، مؤكداً أنها تمثل دعائم أساسية لحركة التجارة العالمية، في ظل ما تتمتع به مصر من مزايا تنافسية، أبرزها قناة السويس وشبكة الطرق والموانئ المتكاملة.
المدينة النسيجية بالمنيا: إحياء الصناعات التراثية
المدينة الأولى في وادي السريرية بمحافظة المنيا ستقام على مساحة 5.5 مليون متر مربع، باستثمارات متوقعة تصل إلى 12 مليار جنيه. وتعد هذه المدينة أول مدينة نسيجية في صعيد مصر، وستُسهم في خلق نحو 250 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بما يوفر دخلاً لما يقرب من مليون مواطن. كما ستُعيد المدينة إحياء الصناعات النسيجية العريقة في المنيا، مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز وقربها من موانئ السخنة وسفاجا والدخيلة، بالإضافة إلى محطة سكك حديد المنيا.
المدينة النسيجية بالفيوم: بوابة استثمارية واعدة
أما المدينة الثانية بشمال الفيوم، فستُقام أيضاً على مساحة 5.5 مليون متر مربع، باستثمارات تزيد عن 15 مليار جنيه، وتستهدف توفير أكثر من 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وتمتاز الفيوم بقربها من العاصمة القاهرة وتصلها عدة محاور رئيسية، إلى جانب قربها من القطار الكهربائي السريع والميناء الجاف بمدينة أكتوبر، ما يجعلها وجهة استثمارية واعدة قادرة على جذب استثمارات أجنبية ومحلية تُقدّر بنحو 1.5 مليار دولار.
نظام المطور الصناعي لضمان سرعة التنفيذ
أوضح الوزير أن المشروعين سيتم تنفيذهما بنظام "المطور الصناعي" بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث سيتولى المطور مسؤولية تخطيط وتنمية المدن، وتوفير أعمال المرافق الداخلية، والإدارة والتسويق، بما يضمن سرعة التشغيل وتحقيق الأهداف التنموية المرجوة. ولفت إلى أن الدولة ستوفر كافة التيسيرات والإجراءات اللازمة لضمان نجاح المشروعين وتفعيل دور الصناعة في دعم الناتج المحلي الإجمالي.
مدن صناعية متكاملة ومستدامة
ستشمل المدينتان جميع مراحل الصناعات النسيجية من الغزل والنسيج والصباغة إلى الملابس الجاهزة والمفروشات، بالإضافة إلى الصناعات المغذية والمكملة، بما يحقق تكامل سلاسل الإنتاج وتعميق التصنيع المحلي. كما ستضمان مناطق خدمية، ومراكز بحثية وتسويقية، ومدرسة صناعية متخصصة، فضلاً عن خدمات لوجيستية ورعاية صحية للمستثمرين والعمال.
وأكد الوزير أن هذا التوجه يعكس التزام الدولة بتوفير فرص عمل لائقة لأبناء الصعيد وتطوير الصناعات كثيفة العمالة، موضحاً أن تطوير قطاع الغزل والنسيج يمثل أولوية قومية تسعى من خلالها مصر إلى التحول إلى مركز صناعي إقليمي يواكب أحدث التكنولوجيا ويحقق معايير الاستدامة البيئية.