أسواق الأسهم الأمريكية تواجه أسوأ تراجع منذ 2020 وسط خسائر ضخمة وتباطؤ اقتصادي

عمقت أسواق الأسهم الأمريكية خسائرها لليوم الثاني على التوالي، مسجلة أسوأ تراجع لها منذ مارس 2020، حيث فقد مؤشر "إس آند بي 500" نحو 6% من قيمته السوقية، ليخسر ما يقرب من 5 تريليونات دولار في يومين فقط. هذا التراجع الحاد جاء متأثراً بارتفاع المخاوف من تباطؤ النمو العالمي وتصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في الوقت نفسه، سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، بسبب التوقعات السلبية التي تشير إلى تراجع الطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يضيف مزيدًا من الضغوط على الأسواق.
موقف الاحتياطي الفيدرالي: "الترقب والانتظار"
فيما يتعلق بسياسات الاحتياطي الفيدرالي، جدد رئيس المجلس، جيروم باول، موقفه القائم على سياسة "الترقب والانتظار" في التعامل مع أسعار الفائدة، محذرًا من أن الأضرار المحتملة جراء الحرب التجارية قد تكون أكبر من المتوقع. وقال باول إن خفض الفائدة قد يتأخر إلى أجل غير مسمى إذا استمرت المخاطر التضخمية في الارتفاع.
كما أعلنت الصين عن فرض رسوم انتقامية إضافية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية ابتداءً من 10 أبريل، مما يزيد من المخاوف من تصعيد إضافي في النزاع التجاري الذي قد يفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية.
مؤشرات الانكماش والقلق في الأسواق
تضررت أسواق الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ، حيث انخفضت أسهم البنوك الكبرى مثل "سيتي جروب" و"بنك أوف أمريكا" بنسبة أكثر من 7%. كذلك، شهدت شركات التكنولوجيا خسائر كبيرة، حيث أكّد مؤشر "ناسداك 100" دخوله في سوق هابطة، حيث تراجع بأكثر من 20% عن أعلى مستوى سجله في فبراير.
هذا الانهيار الواسع في الأسواق المالية يشير إلى أن المستثمرين يتوقعون احتمال دخول الاقتصاد الأمريكي في مرحلة ركود. وقد رفع بعض المحللين احتمال حدوث ذلك إلى نحو 60% في عام 2025.
التوقعات المستقبلية للأسواق
من المتوقع أن تستمر الأسواق في التذبذب الحاد خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمال حدوث مزيد من موجات البيع إذا استمر التصعيد التجاري أو تأخر تراجع التضخم. في ظل هذا الوضع، من المحتمل أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي على موقفه المتحفظ، مما يعني عدم وجود خفض قريب لأسعار الفائدة، وقد يدرس حتى إمكانية رفعها مجددًا إذا استمرت الضغوط التضخمية.
أما بالنسبة لأسعار النفط، فقد تشهد تراجعًا إضافيًا إذا استمرت المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي، لكن تدخلات من "أوبك+" قد تحدّ من هذا الهبوط.
النصيحة للمستثمرين
في ظل الظروف الراهنة، يُنصح المستثمرون بالحفاظ على مستوى من السيولة لتكون لديهم القدرة على الاستفادة من أي ارتدادات محتملة للأسواق في المستقبل. وينبغي أيضًا مراقبة تطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين عن كثب، بالإضافة إلى متابعة التصريحات الرسمية من الاحتياطي الفيدرالي، حيث ستكون لها تأثيرات مباشرة على الاتجاهات المستقبلية للأسواق.