وزير الكهرباء: استراتيجية طموحة لتعزيز الوقود الحيوي كمصدر للطاقة المتجددة

أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر تعد من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة بالمنطقة العربية، مشيرًا إلى أن قطاع الوقود الحيوي من المتوقع أن يشهد نموًا كبيرًا في السنوات القادمة. وأضاف أن الجهود الحكومية المستمرة في تطوير التكنولوجيا وزيادة الوعي بأهمية الطاقة المستدامة ستمكن الوقود الحيوي من لعب دور أساسي في تحقيق التنمية المستدامة في مصر.
جاء ذلك في مقال نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ضمن إصدار "آفاق الطاقة" في عددها الخامس، تحت عنوان "الوقود الحيوي في استراتيجية مصر لتعزيز الطاقة الجديدة والمتجددة وتنويع مصادر الطاقة". وأوضح المركز أن الهدف من هذه الإصدارات هو نشر المعرفة وزيادة الوعي المجتمعي حول قضايا التنمية في مختلف المجالات.
وأشار الوزير في مقاله إلى التحول الكبير الذي يشهده العالم نحو مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما تسببت فيه عدة دوافع، من بينها أجندة التنمية المستدامة العالمية، ونضوب مصادر الوقود الأحفوري، وارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى مواجهة التغير المناخي. وأكد أن مصر تبذل جهودًا حثيثة لتبني استراتيجية شاملة لتعزيز مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، مع التركيز على الوقود الحيوي كأحد الحلول الأساسية لتلبية احتياجات الطاقة في المستقبل.
وأوضح الوزير أن الوقود الحيوي يُعد عنصرًا حيويًا في استراتيجية مصر للطاقة، التي تعتمد على أربع ركائز رئيسية، تتمثل في: ضمان أمن الطاقة، تحقيق التنمية المستدامة، تنويع مصادر الطاقة، والانتقال نحو الاقتصاد الأخضر. وأضاف أن الوقود الحيوي يسهم في تقليل الاعتماد على واردات النفط والغاز، ما يعزز أمن الطاقة ويقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية تبنت استراتيجية متكاملة للطاقة، والتي تتضمن زيادة حصة الوقود الحيوي في مزيج الطاقة المصري، حيث يُتوقع أن يرتفع إنتاج الوقود الحيوي من 2.4% من إجمالي الطاقة الأولية في 2023 إلى 6.5% بحلول عام 2040.
وأوضح الدكتور عصمت أن الوقود الحيوي يعزز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة، خاصة في المناطق الريفية، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويحقق أهداف التنمية المستدامة. كما يعزز من تنوع مزيج الطاقة ويقلل من مخاطر الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الأخضر من خلال الاستفادة من المخلفات وإعادة تدويرها.
ورغم مزايا الوقود الحيوي العديدة، تناول المقال التحديات التي تواجه إنتاجه في مصر، مثل ارتفاع التكاليف والمنافسة مع الغذاء، وقلة الوعي العام، إضافة إلى الحاجة إلى مزيد من التشريعات الداعمة. وفي هذا السياق، أبرز الدكتور عصمت جهود الحكومة لتوسيع تطبيقات الوقود الحيوي من خلال وضع استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة، تقديم الدعم المالي للمستثمرين، تطوير البنية التحتية، وتنظيم حملات توعية لتعزيز استخدام الوقود الحيوي.
وفيما يخص الرؤية المستقبلية، أكد الوزير أن قطاع الوقود الحيوي في مصر يشهد نموًا مستمرًا، وأنه يتعين تعزيز البحث والتطوير، وتوسيع شراكات مع المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص. كما دعا إلى الاستفادة من الفرص التمويلية المتاحة في ظل الزخم العالمي للتصدي لتغير المناخ، بما في ذلك المنح والقروض التي تخصصها الدول المتقدمة للدول النامية لتشجيع استثمارات الطاقة منخفضة الكربون.