الدولار يستنجد بالكريبتو.. العملات المستقرة قد تعيد أمجاده

في وقت يشهد فيه الدولار الأمريكي تحديات متزايدة بفعل التوترات التجارية العالمية وموجات بيع ضخمة لسندات الخزانة، تشير تقارير مصرفية إلى أن العملات المشفرة المستقرة قد تمثل طوق النجاة للعملة الأمريكية.
ففي مذكرة حديثة لبنك "ستاندرد تشارترد"، رجّح محللو البنك أن يشهد الدولار طلبًا متجددًا خلال السنوات القادمة، مدفوعًا بالانتشار السريع للعملات المستقرة، التي يُتوقع أن تصل قيمتها السوقية إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2028.
وتُعد هذه العملات، التي تُربط غالبًا بالدولار الأمريكي وتُدعم بسندات خزانة قصيرة الأجل، من أبرز أدوات التداول والضمانات في النظام المالي الرقمي.
العملات المستقرة.. دعم غير مباشر للدولار الأمريكي
أوضح "جيف كندريك"، كبير المحللين بالبنك، أن نمو سوق العملات المستقرة سيخلق طلبًا غير مسبوق على سندات الخزانة الأميركية، يُقدّر بحوالي 1.6 تريليون دولار خلال أربع سنوات، وهو ما يعادل تقريبًا كل الإصدارات المخطط لها من سندات الخزانة في الولاية الثانية المحتملة للرئيس السابق دونالد ترامب، إذا تم تمرير تشريع واضح ينظم العملات المستقرة هذا الصيف.
تشريعات مرتقبة قد تعيد تشكيل المشهد المالي
تنتظر الأسواق اعتماد قوانين تنظيمية مثل قانون "GENIUS" الذي أقره مجلس الشيوخ الأميركي، وقانون "STABLE" الذي مرره مجلس النواب، والتي من شأنها ترسيخ أُطر قانونية واضحة للعملات المستقرة، مما يعزز ثقة المستثمرين ويزيد من استخدام هذه العملات بشكل واسع.
تأثيرات شبكية تعزز من هيمنة الدولار
تُعد العملات المستقرة، مثل "تيثر" و"USD Coin"، أدوات ذات قيمة مستقرة مقابل الدولار الأميركي، وتُستخدم على نطاق واسع في التمويل اللامركزي.
ويؤكد التقرير أن هيمنة الدولار داخل سوق هذه العملات يصعب كسرها بفعل تأثيرات الشبكة القوية، مما يُكرس لموقع الدولار كعملة رائدة عالميًا رغم التحديات الجيوسياسية الحالية.
هل تصبح العملات المستقرة الحصن الأخير للدولار؟
يشير المحللون إلى أن زيادة الطلب على أصول الدولار لدعم العملات المستقرة سيُعزز من استقراره ومرونته، وربما يكون هو السبيل الوحيد لتفادي فقدان السيطرة في ظل التقلبات العالمية.
وفي حين تبحث الدول عن بدائل للعملة الأميركية، فإن العملات المستقرة قد تؤدي – paradoxically – إلى تعزيز مكانة الدولار عبر أدوات مالية جديدة.
توقعات بموجة شراء ضخمة لسندات الخزانة
تُظهر التقديرات أن قطاع العملات المستقرة قد يتحول إلى أكبر مشترٍ لسندات الخزانة الأميركية خلال السنوات القادمة، متفوقًا على الطلب الأجنبي والمؤسسات المالية التقليدية.
هذا التحول من شأنه أن يُعيد التوازن إلى السوق ويمنح الدولار دفعة غير متوقعة من قطاع العملات الرقمية.