بوابة بالعربي

العقوبات الأمريكية على روسيا.. طريق طويل بين التحديات والفرص

الأحد 20 أبريل 2025 01:20 مـ 21 شوال 1446 هـ
أمريكا وروسيا
أمريكا وروسيا

بعد فرض آلاف العقوبات من قبل الولايات المتحدة وحلفائها على روسيا منذ غزوها لأوكرانيا، تبدو الساحة السياسية الدولية مشحونة بالضغوط والاحتمالات المتعلقة بمستقبل هذه العقوبات.

في حين يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التلويح بتخفيف بعض العقوبات كجزء من استراتيجياته للتفاوض حول إنهاء النزاع، إلا أن موقفه يتقلب بين تهديدات بالتصعيد وتلميحات بالتراجع.

فما هي العوامل التي قد تؤثر في قرار ترامب بشأن العقوبات على روسيا؟ وكيف سيتعامل مع تحديات رفع هذه القيود؟

التذبذب في الموقف الأمريكي تجاه العقوبات

على الرغم من تصريحات ترامب التي أبدى فيها استياءه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتهديده بفرض رسوم إضافية على النفط الروسي في حال فشل موسكو في التوصل إلى اتفاق سلام، فإن موقفه شهد تقلبات سريعة.

ففي ذات اليوم، أشار إلى أنه غير متأكد من تراجع بوتين عن مواقفه، مما يزيد من الغموض حول ما إذا كان ترامب سيشدد العقوبات أو سيتجه نحو تخفيفها.

صلاحيات ترامب في رفع العقوبات

ترامب يملك صلاحيات واسعة تمكنه من رفع غالبية العقوبات المفروضة على روسيا. وبموجب أوامر تنفيذية، يمكنه إلغاء معظم العقوبات الأمريكية.

ولكن العقوبات الأكثر تشديدًا والتي تطال الشركات الروسية الكبرى مثل "غازبروم نفط" تحتاج إلى موافقة الكونغرس لإلغائها.

ومن هنا، تظهر معوقات قانونية وسياسية قد تحد من قدرة ترامب على اتخاذ قرارات منفردة بشأن العقوبات.

ما الذي يدفع ترامب للتفاوض على تخفيف العقوبات؟

يرتبط جزء من التفكير الأمريكي بشأن تخفيف العقوبات بأهداف اقتصادية وسياسية. إذ يرى ترامب أن تحسين العلاقات مع روسيا يمكن أن يفتح المجال أمام فرص اقتصادية جديدة للولايات المتحدة.

هذا الطرح جاء في اتصال هاتفي مع بوتين، حيث ناقش الرئيس الأمريكي "صفقات كبرى تسهم في النمو الاقتصادي"، وهو ما يشير إلى رغبة ترامب في تحقيق نتائج اقتصادية إيجابية من وراء أي تسوية محتملة.

العقوبات وتأثيرها على الاقتصاد الروسي

تأثرت روسيا بشكل كبير من العقوبات الدولية، حيث سجلت معدلات تضخم مرتفعة وضغوطًا في سوق العمل. لكن رغم ذلك، استطاعت موسكو أن تتكيف مع العقوبات عبر تنويع مصادر تجارتها وتحويل جزء كبير من النشاط الاقتصادي نحو الصناعة العسكرية.

ومع ذلك، يبقى أن الطلب على النفط الروسي الذي تقوده الصين والهند هو ركيزة مهمة في تعافي الاقتصاد الروسي.

التحديات التي تواجه ترامب في رفع العقوبات

ترمب قد يواجه صعوبة في رفع بعض العقوبات دون التنسيق مع الكونغرس، حيث أضاف الرئيس بايدن قيودًا قانونية تشترط إخطار الكونجرس قبل إلغاء أي عقوبات مفروضة على الشركات الكبرى.

وفي حال أصر ترامب على رفع العقوبات، سيضطر إلى المرور عبر إجراءات معقدة تستلزم موافقة المجلسين.

ضرورة التنسيق الدولي في رفع العقوبات

من غير الممكن لترامب أن يتخذ قرارًا أحاديًا لرفع العقوبات المفروضة على روسيا. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تملك صلاحيات واسعة في هذا الشأن، إلا أن فعالية هذه العقوبات تعتمد بشكل كبير على التنسيق مع حلفاء آخرين، خاصة في أوروبا.

إذا قرر ترامب الانسحاب من النظام العقابي الدولي، فقد يضر ذلك بتوحيد الجهود الغربية ضد روسيا.

أثر تخفيف العقوبات على الاستثمارات في روسيا

في حال تم تخفيف العقوبات أو رفعها، سيكون على المستثمرين الغربيين النظر بعناية إلى فرصهم في السوق الروسية، التي كانت مغلقة أمامهم لمدة سنوات.

سيشكل استئناف تداول الأصول الروسية في الأسواق المالية العالمية تحديًا معقدًا بسبب القيود الأوروبية، مما قد يجعل عودة هذه الأصول مسألة مستبعدة لفترة طويلة.

التعامل مع تباين الأنظمة العقابية

من أكبر التحديات التي قد تواجه المستثمرين هو التباين بين العقوبات الأمريكية والأوروبية. إذا خففت الولايات المتحدة عقوباتها بينما استمرت الدول الأوروبية في فرض القيود، فإن هذا قد يخلق سوقًا غير متجانسة تستدعي من المستثمرين التكيف مع أنظمة مختلفة مما قد يضعف جاذبية السوق الروسية.