بوابة بالعربي

نص خطبة الجمعة اليوم.. إِذَا اسْتنَارَ العَقلُ بِالعِلمِ أَنارَ الدنيَا

الجمعة 18 أبريل 2025 09:20 صـ 19 شوال 1446 هـ
خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

في دعوة لترسيخ قيمة العلم ومكانته في بناء الفرد والمجتمع، خصصت وزارة الأوقاف المصرية خطبة الجمعة اليوم 18 أبريل 2025 بعنوان: "إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا"، مؤكدة أن الهدف من الخطبة هو التوعية بدور العقل المستنير بالعلم في بناء الحضارات ومواجهة الظلام الفكري والخرافات.

وجاءت الخطبة محملة برسائل روحية وعقلية سامية، بدأت بحمد الله والثناء عليه، والتأكيد على أن العقل هو المنحة الإلهية التي كرم الله بها الإنسان، لكن هذا العقل بحاجة إلى وقود ينير طريقه، وهو العِلم. فبالعلم ينقشع الظلام، وتنفتح أبواب التفكير، ويصنع الإنسان حضارته ومجده.

العلم نور وبوابة الحضارة
أوضحت الخطبة أن أول ما نزل من الوحي على النبي محمد ﷺ كان أمرًا بالقراءة والعلم، مشيرة إلى أن مكانة العلماء في الإسلام رفيعة، حيث قال الله تعالى:
{يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ}،
وأن النبي ﷺ قال:
"من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة..."، في بيان عظيم لفضل الساعي في طلب العلم على العابد.

وسلطت الخطبة الضوء على نماذج من علماء الأمة الإسلامية الذين شكّلوا ملامح الفكر والحضارة، مثل:

الإمام أبو حنيفة وحلقاته العلمية

الإمام مالك وعلماء المدينة السبعة

الإمام الشافعي وإبداعه الفقهي

الإمام أحمد بن حنبل وثباته على الحق

وأكدت أن هذه العقول لم تُخلّد إلا لأن العلم كان وقودها، والتفكر والتدبر منهجها، وأن الأمة التي تُكرم العلماء وتُعلي من شأنهم، ترقى في مدارج الحضارة.

دعوة لمحاربة الخرافة والجهل
في الخطبة الثانية، وجهت وزارة الأوقاف رسالة حاسمة في مواجهة الخرافات والمعتقدات الزائفة التي لا تستند إلى عقل أو علم أو شرع، محذرة من أثرها السلبي على المجتمعات.

وأشارت إلى أن الإسلام يدعو للعلم والتجريب والنظر والتفكر، وأن الخرافات تنبت في بيئة الجهل، وتُعيق التقدم وتضعف يقين الإنسان، بل تشكّل تهديدًا خطيرًا للعقل الجمعي وثقافة المجتمع.

وسألت الخطبة المسلمين بأسلوب مؤثر:
"هل ما زال بيننا من يصدق في تأثير التمائم والأحجبة؟ وهل يجوز لمن أنار الله عقله بالعلم أن يُسلم قياد فكره لهذه الأوهام؟!"

كما شددت الخطبة على أن محاربة الخرافة ليست فقط واجبًا دينيًا، بل ضرورة حضارية وعقلية لحماية الأجيال، داعية إلى زرع حب المعرفة، وتنمية الشغف بالقراءة، وبناء أجيال تؤمن بالعلم سبيلاً للنهوض والتقدم.