وزيرة البيئة: المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية تشهد تحولات هامة في التحول الأخضر والاستدامة البيئية

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية بدأت مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27، بهدف تشجيع التحول الأخضر وتعزيز الاستدامة البيئية. وأوضحت أن الوزارة تعمل مع كافة الشركاء لتفعيل مفهوم "الانتقال الأخضر العادل"، من خلال التركيز على ما يعرف بالاستثمار البيئي والمناخي. وأضافت أن الوزارة وضعت مجموعة من السياسات البيئية لدمج البعد البيئي في كافة الوزارات المعنية، حيث تم إنشاء وحدة للاستثمار البيئي والمناخي، وتم إطلاق أول منصة إلكترونية تحتوي على أكثر من 40 فرصة استثمارية في مجالات البيئة، تشمل مشروعات كبيرة ومتوسطة وصغيرة.
جاء ذلك خلال مداخلة مسجلة لها في فعاليات المؤتمر الوطني لإعلان المشروعات الفائزة بالدورة الثالثة من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، الذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبمشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء والمحافظين وأعضاء مجلس النواب، إلى جانب حضور الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية المستدامة، و"إلينا بانوفا"، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، و"أليساندرو فراكاسيتي"، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، بالإضافة إلى ممثلين من عدد من المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية.
وفي كلمتها، سلطت وزيرة البيئة الضوء على مجموعة من المبادرات والملفات الهامة، مستعرضة جهود الوزارة في تفعيل المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية. وأشارت إلى عدد من المشروعات التي أُطلقت لخدمة أهداف المبادرة، ومنها مشروع البيوجاز الذي يعتمد على تحويل روث الحيوانات والمخلفات الزراعية إلى سماد عضوي وغاز للمنازل، خاصة في المناطق الريفية. وأكدت أن وزارة البيئة، بالتعاون مع مؤسسة الطاقة الحيوية والمحافظات وبمشاركة الشباب، تمكنت من إنشاء أكثر من 1500 وحدة بيوجاز، توفر أكثر من 108 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. كما تم تنفيذ مبادرة إعادة استخدام المخلفات كوقود بديل في صناعة الأسمنت، مما يقلل الاعتماد على الفحم، بالإضافة إلى مشروعات لإدارة المخلفات الزراعية في مناطق زراعة الأرز، حيث يتم جمعها لإنتاج الأسمدة والأعلاف عبر مشاركة الشباب.
وأوضحت وزيرة البيئة أيضًا أن الوزارة ركزت على ملف إدارة المخلفات الإلكترونية، من خلال تجميعها وإعادة تدويرها وإنشاء منصات إلكترونية لذلك. وأكدت أن هذه المشروعات والمبادرات تعد نماذج لتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية.
وفيما يخص المحميات الطبيعية، أشارت الوزيرة إلى جهود دعم هذا الملف، حيث تم خلق بيئة مواتية لدعم السياحة البيئية. وتم التركيز على إنشاء وتطوير عدد من النزل البيئية داخل المحميات الطبيعية، خاصة في مناطق مثل الساحل الشمالي الغربي وجنوب البحر الأحمر، مشيرة إلى إطلاق أول قرار وزاري خاص بالنزل البيئية. وأضافت أن الوزارة عملت على تطوير 26 حزمة استثمارية لجذب القطاع الخاص والشباب لتقديم الخدمات في المحميات الطبيعية.
كما تطرقت وزيرة البيئة إلى ملف تغير المناخ، الذي يعتبر من الأولويات المهمة على الأجندة الوطنية، حيث يجري العمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050، بالإضافة إلى خطة المساهمات الوطنية المحدثة. وأكدت على أهمية زيادة القدرات في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، مشيرة إلى أن مصر تعمل على تحويل تحديات التغير المناخي إلى فرص استثمارية، لا سيما في مجالات الطاقة والزراعة، بما يساعد في تمكين صغار المزارعين من استنباط محاصيل قادرة على تحمل درجات الحرارة العالية.
ودعت وزيرة البيئة الشباب الفائزين في الدورة الثالثة للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية إلى تنفيذ مشروعاتهم على أرض الواقع، وأكدت على تقديم الدعم الفني الكامل لمن لم يحالفهم الحظ في الفوز، وذلك لاستكمال أفكارهم وجعلها قابلة للتطبيق. كما أشارت إلى أن هذه المبادرة تساهم بشكل كبير في تعزيز مسار مصر نحو الانتقال الأخضر العادل.
جدير بالذكر أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، تأتي تحت رعاية رئيس الجمهورية، وتقوم وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بالإشراف على تنفيذها، بالتنسيق مع مختلف الوزارات المعنية. وتعد المبادرة نموذجًا رائدًا في مجال التنمية المستدامة والذكية، حيث تتعامل مع البعد البيئي وآثار التغيرات المناخية من خلال تحديد خريطة للمشروعات الخضراء الذكية على مستوى المحافظات، وجذب الاستثمارات اللازمة لهذه المشروعات.