بوابة بالعربي

«أم كلثوم ذاكرة أمة.. وتاريخ شعب» على مائدة ملتقى الهناجر الثقافي

الجمعة 28 فبراير 2025 02:35 مـ 29 شعبان 1446 هـ
ملتقى الهناجر الثقافي 
ملتقى الهناجر الثقافي 

نظم قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي الذي جاء هذا الشهر بعنوان «أم كلثوم ذاكرة أمة.. وتاريخ شعب»، مساء أمس الخميس، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور، وذلك فى إطار احتفال وزارة الثقافة بعام كوكب الشرق أم كلثوم، ومرور 50 عامًا على رحيلها،

أدارت اللقاء الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبدالحميد مدير ومؤسس الملتقى، التي رحبت في بداية كلمتها بالضيوف والمنصة، قائلة: اليوم نتحدث على شخصية مصرية استطاعت أن تصنع نفسها وتوفر لها كل عوامل النجاح، فهى أسطورة مصرية خالصة «كوكب الشرق» أم كلثوم، صاحبة العصمة وفخر مصر والوطن العربى، التي كانت القوة الناعمة الأولى لمصر، وأسهمت في بناء الشخصية المصرية.

وتابعت عبدالحميد: هى أول من فكر في انشاء نقابة للموسيقيين، وارتبط أسمها بالمناسبات القومية والدينية للوطن، مؤكدة أن عبقريتها لم تكن في حنجرتها فقط بل في شخصيتها أيضًا، فقد رحلت عنا شمس الأصيل بجسدها فقط، لتبقى فينا وبيننا بصوتها وفنها الجميل.

وقال المؤرخ والناقد الفني هيثم أبو زيد، إن أم كلثوم لديها إعجاز غنائي، ومن يسمع صوتها يتحتم عليه الإنصات تمامًا.

واستعرض أبو زيد، على شاشة العرض مقاطع من أغانيها توضح الملكات الفريدة وجماليات صوت وشخصية أم كلثوم، التي منها: «القفلة التجويدية، القدرة على تلوين الكلمة عدة مرات فى الكوبليه الواحد، تغنى وكأنها زعيمة سياسية، توظف بعض القوالب الغنائية في قوالب غنائية أخرى، حيث تمتلك معدل ذبذبات عالى، ولغة الجسد بمستوى عالى جدا».

وأكد أبو زيد، أن أم كلثوم احتلت مكانة كبيرة فى قلوب محبيها، وهذا ما ظهر جليا حين ودعها جمهورها إلى مثواها الأخير في جنازة مهيبة.

من جهته قال الدكتور أشرف عبدالرحمن رئيس قسم النقد الفني بأكاديمية الفنون، إن كل الظروف وعوامل النجاح تجمعت لدى أم كلثوم، وأنها عاصرت أجيال موسيقية مختلفة، وتتمتع بالصوت القوى المعبر، الذي يجمع بين نقيضين من الصعوبة جدا اجتماعهما مع بعض فى صوت واحد وهما «القوة وبراعة التعبير»، فهو صوت لا يعرف النشاز.

وأضاف عبدالرحمن، أن أم كلثوم عاصرت جيل من الشعراء الجدد الذين لعبوا دورًا كبيرًا فى تطوير الغناء، مما مكنها فى أن تسهم في تطوير الموسيقى العربية وتنشأ عصرا يسمى عصر أم كلثوم وتتربع على عرش الغناء، مؤكدا أنه لكى يحتل الفنان مكانة مرموقة، فلا بد أن يملك عقلا يدير موهبته.

من ناحيتها قالت الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، إن أم كلثوم قامت بتطهير واقعنا الثقافي، وجمعت الجهود المبعثرة للواقع الثقافي المصري بطريقتها الرفيعة في الغناء، وفى ظل تشجيعه وتواجد مناخ ثقافي جسدت أم كلثوم حلم الصعود الاجتماعى، ومهدت الطريق من خلال هذا المنهج والأسلوب الراقى، لكثير من المطربين الممتازين مثل عبدحليم حافظ وغيره.

وأشارت إلى أن أم كلثوم توحدت مع بلدها مصر وتغنت بأروع الأغانى الوطنية التي وثقت الأحداث التاريخية للوطن.

من جهتها قالت الدكتورة سالي جاد وكيل كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن أم كلثوم نموذج حى وراقى لإعادة تشكيل وجدان الشباب وهى من الشخصيات المؤثرة جدا، وهذا ما لمسته من خلال أبحاث الطلاب فى الجامعة، واستطاعت بما تتميز به من لغة الحسد وثباتها الإنفعالي أن تسيطر على الحالة المزاجية للجمهور فى المسرح.

وأشارت جاد، إلى ضرورة تفعيل المزيد من فكرة الاستعانة بالنماذج المشرفة لنقدم القدوة للشباب، وثمنت استخدام تقنية الهولوجرام التي جذبت الأجيال الجديدة.

ووجهت جاد، بضرورة المزيد من استخدام واستغلال كافة التقنيات الحديثة في إعادة نقل الفن الراقي المشرف للشباب.

وقالت الكاتبة الصحفية سمية عبدالمنعم مدير تحرير جريدة الوفد، إن أم كلثوم تجسدت عبقريتها أيضًا في أن تحيط نفسها بكوكبة من العظماء من الصحفيين، أمثال محمد التابعي، ومصطفى وعلي أمين، وإحسان عبدالقدوس، ومحمود عوض، ومحمد حسنين هيكل، فقال التابعى عنها فى إحدى مقالاته «إنه يعجز عن وصف هذا الصوت».

وأشارت عبدالمنعم إلى أن محمود عوض أجرى حوارًا صحفيًا مع أم كلثوم يعد من أعظم الحوارات، لأنه تحدث عن أم كلثوم الإنسانة منذ طفولتها، وكان عنوانه الرئيسى «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد» ليصبح هو عنوان كتابه الأشهر.

وأوضحت عبدالمنعم، أن كوكب الشرق مارست الصحافة، فقد أجرت حوارًا صحفيًا مع محمد حسنين هيكل، كما أجرت حوارًا إذاعيًا مع إحسان عبدالقدوس، فهى تعد رمزًا للذكاء الفريد ولكل جميل في حياتنا.

«ماذا كان بينها وبين الله حتى يحبها كل هذا الجمع من جيل إلى جيل»، بهذه العبارة بدأت الدكتورة إيناس فؤاد رئيس مؤسسة عظيمات مصر والوطن العربي للتنمية المستدامة، كلمتها قائلة، إن السيدة أم كلثوم حظت بحب مليارات القلوب، واستطاعت أن توصل حبها وانتمائها لمصر إلى جمهورها.

وأشارت فؤاد، إلى أن الدور الهام لوالد أم كلثوم في دعمها منذ البداية، وهذا دليل على دور الأب والأم والأسرة بصفة عامة في دعم أبنائهم وإظهار مواهبهم إلى النور، وقدمت أصغر متطوعة في المؤسسة وهى الطفلة «جويرية» التي ألقت عدد من الأبيات الشعرية على الحضور.

فيما تخلل برنامج الملتقى باقة من الفقرات الغنائية لأغاني كوكب الشرق، قدمتها فرقة عشاق النغم، بقيادة المايسترو الدكتور محمد عبدالستار، ومنها: «هذه ليلتي، أنساك، غنيلى شوية، أسأل روحك، يا مسهرني، وغيرها».

كما تغنى الدكتور شادي نصيف الأستاذ بكلية التربية الموسيقية بالزمالك، وهو أحد المبدعين من ذوى الهمم، مع عزفه على العود بأغنية «الأمل» لكوكب الشرق أم كلثوم.