ملك المغرب بصفته أميرا للمؤمنين يناشد شعبه بتعليق شعيرة الأضحية هذا العام

دعا ملك المغرب محمد السادس الشعب المغربي إلى الامتناع عن أداء شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى لهذا العام، نظراً "للتحديات القائمة"، وفقاً لبيان صادر عن وكالة الأنباء المغربية.
وجاء في الرسالة التي وجهها الملك إلى الشعب، والتي قام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، أحمد التوفيق، بإذاعتها، أن الملك حريص على توفير كل ما يلزم للشعب للقيام بالفرائض والسنن، بما في ذلك عيد الأضحى. إلا أن "حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أفضل الظروف، يجب أن يُقرن بواجب إدراك التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه بلادنا، والتي أسفرت عن انخفاض كبير في أعداد الماشية."
وأضاف الملك في البيان: "بالنظر إلى أن عيد الأضحى سنة مؤكدة مع توفر الاستطاعة، فإن إقامتها في ظل هذه الظروف الصعبة قد يؤدي إلى ضرر واضح لفئات كبيرة من أبناء شعبنا، خصوصاً ذوي الدخل المحدود."
واختتم الملك بيانه قائلاً: "نهيب بشعبنا العزيز الامتناع عن ذبح الأضاحي في عيد الأضحى لهذا العام، وسأقوم، بإذن الله تعالى، بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا."
ووفقا لهذا البيان، أعلنت المملكة المغربية بذلك رسميا إلغاء شعيرة ذبح أضحية عيد الأضحى لهذا العام، وذلك نتيجة النقص الحاد في رؤوس الماشية، بهدف حماية القطيع المتبقي والحفاظ عليه.
وأكد الكثير من مربي الماشية في وقت سابق، أن "قرار إلغاء النحر في عيد الأضحى يمكن أن يعصف بوضعهم الاقتصادي المتدهور ويزيد من تداعيات الجفاف عليهم وعلى مواشيهم".
ويحظى الاحتفال بعيد الأضحى من خلال ذبح الأضاحي بإقبال كبير في المغرب، خصوصا لدى الأوساط الشعبية. وتسبّب تراجع أعداد المواشي في ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء منذ عام، وقد أقرّت الحكومة دعما ماليا لمستورديها لكن من دون أن تتراجع الأسعار، الأمر الذي أثار انتقادات.
وسبق للملك الراحل الحسن الثاني، والد الملك محمد السادس، أن اتّخذ قرارا مماثلا لنفس الأسباب في عام 1996.
وهذه أسوأ دورة جفاف تعيشها المملكة منذ مطلع الثمانينيات.